الجمعة، مارس ٢٠، ٢٠٠٩

أكثر من حافيه


في بيتهم الصامت , حيث تحتوي كل الجدران غربه , وفراغ احمق , وعيونها لمستديره أصبحت لا تلاحق الجدران ودقات الساعة .
بينما تتفرغ لترقب هذا الكرسي المحاط بأخوه تشبهه تماما ولكنه هو في رأس الزاوية شاهدا علي غربه لا تنتهي ,صمت لا ينقطع , فجأه تدب في سكونها حياه , يتحول المفعول به الي فاعل من حين لأخر .
إستدارت ناحيه الكرسي لتضمه اليها بيديها وتتنفس رائحته الخشبية الحزينة , يستجيب الكرسي وكأنه حصان تمتطيه , يئن الخشب ويلين بين يديها الغاضبة ويشهد السكون المميت علي الجميع .
رفعت بيديها اقدام الكرسي الأربع الي اعلي ثابت علي ظهره المتعالي دائما وعلي اكثر من وساده ورفعت عليه الكرسي الثاني والثالث والرابع الي ان وصلت بأعجوبة الي ثامنهم تتسلقهم بهدوء شديد ,حتي تتمكن من القفز من أعلي موقع ببيتها .
تعرق تسبح فوق كراسي سفرتها المقلوبة بانسيابيه شديده .
بالأمس كانت تبحث عن غطاء للكراسي يناسب لون ستائرها, بالأمس كانت تحب الالوان المتناسقة والأن تصعد فوقها تستعد لسقوطها الكبير .
الصعود اكثر من مسلي وموسيقي فيلمها المحبب مولان روج عاليه جدا جدا جدا , ضجيج يجذب كل السكان اليها .
أنها اكثر من حافيه بمراحل ها هي فوق هرمها المصنوع من كراسي مقلوبه مغلوبه علي امرها لا كانت كذلك, الان حررتها غيرت واجهتها , والهواء يحرك كل ما هو ساكن تلك الغرفه لم تشهد تيارات هواء مماثل منذ أعوام .
تضحك وتضحك إكتشفت أن بيتها من اعلي نقطه أتسخ تماما ولطالما كانت حريصه علي التنظيف إن عادت للحياه تنوي استبدال مكنستها الكهربائية بواحده اكثر قوه واكثر سرعه .
لا تتذكر الان من عمرها الماضي غير ابتسامات البعض لها علي اطراف الطريق لا تذكر غير الوان ملابسها المبتعده عن أعين الناظرين لطالما كانت ولا تزال تجيد التنسيق والاختيار .
لا تذكر الا ملسهم الناعم وعطرها الغالي الذي لم تدخره من قبل ورقصها المنفرد كل الاعوام الماضيه , لماذا رقصت بمفردها كل هذه الاعوام , ولماذا لم تسأل من قبل !!!
.احلامها لم تكن كبيره لكنها مرعبه ومختلفه دوما سعادتها لم تكن بعيد ه ,لكنها اختارت الابتعاد عنها .
من قمه هرمها تنادي فيا كل نساء الارض يمكنكم تكرار الامر لا تقليد الامر فهم ثماني كراسي الامر اكثر من خطير والنهاية غير محدده والمخاطرة مطلوبه لمن يفقد الاتزان .
حان الوقت لتسأل لماذا رفض ان يشتري لها سفره صغيره جدا ورقيقه!!
لماذا اختار وصمم علي تلك الكبيرة الغريبة والتي لم يأكلوا عليها يوما ولم تُستخدم كراسيها يوما لماذا نشتري الاشياء للتباهي والزينه !!والان أخيرا تصعد فوق تباهي كل من يحيط بها تكسر كل ما بنيتم وبنينا نعم هي اكثر من حافيه ,
أيتها النساء لا تنظرن اليها فجمالها يبهرها احيانا كثيره .
ستسحب انفاسها وخوفها وتسقط فوق سجادتها غاليه الثمن الدافئة دائما لتتجمد اقدامها.
الغريب في الامر أن السجادة تتشابه مع اسطح السيارات ورؤوس الماره ويصرخ الجيران ويلتف الجميع كل الجميع ليس خوفا عليها
ولكن لمراقبه جميله تسقط وهي عن حق أكثر من حافيه .
أميره جمال
شاهد عيان

هناك ٩ تعليقات:

غير معرف يقول...

اكثر من حافيه
واكثر من حالمه
واكثر مما تتخيل او تفتكر
هاملت

بنت القمر يقول...

حلوة اوي يا اميرة
اتمني ان تستمع دوما بالتحليق من فوق الكراسي حتي سطح السجاده
طالما ستستقبلها بحنان وامان
تحياتي

ســـــــهــــــــــر يقول...

ده انتى مش شاهد عيان
ده انتى شاهد متهم و محرض على فعل الاقدام و الانتحار من كل ما هو قاطن على انفاس القلب
و متهم رئيسى بفعل جمال الحرف و القدره على التصوير

ان كانت قادره على هذا السقوط فهى ايضا قادره على التحليق من جديد و ف التحليق مغامرة كبرى

اميره
بحب دنيا حرفك

سمير مصباح يقول...

مش معقول

بجد يا اميرة انا متفاجئ من التطور فى مستوى الكتابة اللى وصلى له

بجد تطور هايل على عذة مستويات
البناء الكلى للعمل و الصورة والتكثيف والقاموس اللغوى والفكرة الغنية


اهنئك على هذا العمل

حسن ارابيسك يقول...

الرائعة أميرة
أهنئك على شغلك الجميل
على رائعتك" أكثر من حافية"
أعجبني جداً رؤية الأشياء أو الحياة بمعنى أدق عندما عندما تتغير زاوية الرؤية لدينا.. بالتأكيد نكتشف فيها أو في أنفسنا أشياء جديدة
أشياء نكتشفها ونحن على طرف الحياة
رائعة انتي ياأميرة
فقط أعتب عليكِ في إفراطك بشأن وصف وضع الكراسي
المهم ها أنتي تتفقين معي بتدوينتك تلك ورائعتك هذه مع تدوينتي السابقة" خيط منفرد"
أميرة
كل الحب والتقدير لشخصك الجميل وأعمالك الرائعة
تحياتي
حسن أرابيسك

أسماء علي يقول...

الإختلاف يولد الرعب يا عزيزتي
الأحلام الكبيرة الإعتيادية غير خطرة لأنها تؤدي لطرق معبدة مسبقا
لكن الإختلاف ينحت طرقا جديدة
السعادة في الوصول
لكن كيف الوصول و النحت يُدمي أظافرنا
أتدرين ؟
لو أن كل التعب من ادماء الأظافر و تكسرها لواصلنا
لكن تلك الطرق التي لم يمر بها يوما انس و لا جان تكون محفوفة بالسواد
..
أدري أنني أهذى أحيانا
لكن كلماتك تُجبرني على أشياء كثيرة لم أقصدها ..

فشكووول يقول...

السلام عليكى اميره جمال
تحياتى
زيارتى الاولى لمدونتك
قصتك فيها فكر جيد
بتعرفى تنوعى بين النقاشات داخل مخ البطل عندما يعمل اللا وعى فى عقله
ويتغير المشهد ليعطى نهار وماره ومتفرجون وتسقد من اعلى ومن المؤكد انها تسقط هامده

تحياتى

Dr Ahmed Said@Black Armor يقول...

بجد مش لاقى تعليق
رائعة هى الفكرة والكلمات وكل شىء
دمتى مبدعة

Pure يقول...

سعدت باكتشاف مدونة أدبية فنية
ويبدو أن مواضيعك جميعها ستروقني

في أكثر من حافية
أعجبني هذا النص:
إستدارت ناحيه الكرسي لتضمه إليها بيديها وتتنفس رائحته الخشبية الحزينة

الصورة المرفقة جدًا جميلة
تصلح للرسم

تحياتي