الأربعاء، أكتوبر ١٤، ٢٠٠٩

الجمعة، أكتوبر ٠٩، ٢٠٠٩

وطنٌ لا أخفي فيهِ صدري


الأهداء : الى عائلتي التي لم ترد أن تقدر عمق تجربتي .

وطن لا أحتاج أن ارقص فيه
مختبئة
أن أرقص فيه مكتئبه
أن اختبيء بين الصفحات
أن أتحول فيه
من بشر الي جماد
قبل أن اولد
وطن يرتديني
بالكتمان
ويحيط رأسي وعقلي وصدري
بحجاب القسوة
والطغيان
........
انا ابنه تلك الأرض
الطيبة الحرة
ابنة الشمس والبحر
والموت
………
بحثت عن أمي فوجدتها
ملامح بلا أمومة
وأبي جسد بلا رحمة
وأخي
عقل بلا رجاء
ووطني
هيكل بلا حياة
جلاد لا يعرف
أن بالرحمة
ينجو غرقى العبارة
وتهدأ نيران قطار الصعيد
وملجأ أهل الدويقة
لم ينجو أحد من هؤلاء
فوطني نسي الرحمة
وانشغل بالصلاة
......
صرت أنا أمي وأبي وأخي
أنا زوجي وزجتي
وابني وابنتي
أنا وطني
عشتار القوية
لا تملك من الأسلحة
غير حقها في الحياة
.....
إلهة الحرب أنثي
والسلم أنثي
والامومة أنثي
الطوفان أنثي
الخير أنثي
فأحذر أن تدنس أرضي
وتوضأ ألف مرة
قبل الإقتراب
أنت في مدينة النساء الحرة
المصنوعة من اللؤلؤ والمرجان
والصدريات الملونة
والشمس
منها أتينا
وإليها نعود
كائنات من نور ونار
أطفؤا النور
فأشتعل الحريق
ولن يهدأ
......
أطفالي هنا وهناك
سأجمعهم الى مدينتي
يوم المجيء
ونحلق جميعا
يوم المجيء
....
بالحب أحارب
لا أهاب الموت
فقط افقتقد ملامح أمي أبي أخي
وطني
رغم زيفهم طويل المدى
......
أيها التأريخ
أين عائلتي
كليوباترا
أين أمي القوية
أين ما تبقي مني
........

لا تغفر لي يا أبي
أنا المخطئة من البدء
أنا التي أختارت طريق الحرية
الموصوم بعاركم وتيجان الشوك
وأعرف أن محبتي
تحتل الجميع
كل الجميع
الحرية تجعل الحب حب
والحب لا يوجد بلاها
لذا
فحبكم بلا حب
......
أحبني أبي
وأراد أن يزرعني
بجواره الي الابد
أحبتني أمي
فبنت لي سور محلى
بالشوكلا والزهر
أحبني أخي
فرحل تاركاً كل القيود
وحين هربت
عاد الجميع ليبحث عني
وبقي سؤال وحيد
ثائر لا يهدأ
.......
من أنا ؟
المخطئة من البدء
باكورة التمرد
وبكر الإناث الناطقات بالحرية
الحرية
الحق
العدل
وطنٌ يكفل حياة حرة
لأنثي ما تريد
من الحياة
سوى الحياة
...
وطن لا أخفي فيه من ملامح جسدي وروحي وعقلي
أنا
وطنٌ يصلي ويفيض ويولد
من رحمي
.